غزة- وكالة قدس نت للأنباء
لا تتوانى في النظرة الأولى لأي منطقة طالها العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة, إلا وان ينتابك الشك ان زلزالاً حقيقياً ضرب المنطقة جراء الصواريخ التي إختلفت أوزانها ونوعيتها في إستهداف منازل المواطنين الأمنيين, شمالاً من بيت حانون إلى جنوباً في مدينة رفح.
ليس فقط المنازل طالها القصف الإسرائيلي ليدمرها ويقلبها رأساً على عقب, بل الأراضي الزراعية التي يعتاش عليها المواطن الغزي والتي يعتني بها جداً عن أب ليأتي الطيران الإسرائيلي بصواريخه ليحدث مأساة جديدة, فأشجار الزيتون التي توازى عمرها أعمار أجدادنا أقتلعت من الأرض, منازل سكنية أصبحت ركام ومساجد تحولت إلى ردم, هذا حقيقية حدث في قطاع غزة.
مراسلنا سرد معاناة عائلة طافش خلال تفقدها منازلها وأرضيها الزراعية في حي الزيتون والتي حولت إلى منطقة جرداء من شدة القصف التي تعرضت له المنطقة من قبل الطائرات الحربية والمدفعية التي شنت غاراتها على الأخضر واليابس لتشرد آلاف الأسر وتحرم المئات من قوت يومهم جراء تدمير أراضيهم الزراعية.
ثلاثة صواريخ من طائرة حربية إسرائيلية كانت كفيلة لتدمير منازل وأراضي 11 عائلة في أقل من خمسة دقائق, قبل إنتهاء تهدئة الثلاث ساعات التي أعلن عنها الجيش الإسرائيلي لكي يتمكن المواطنين من الذود بحاجياتهم اليومية في المناطق المستهدفة.
أسعد وأيمن ونضال ورائد ورابعة وغزالة وطلال وفواز ونهاد وأسامة طافش وأبو طارق السبتي دمرت الصواريخ الثلاث منازلهم وأراضيهم كذلك, ليأتي بعد ذلك هؤلاء بعد ان نزحوا من أماكن تواجدهم ليشاهدوا ما حل في ممتلكاتهم, ليصدموا في الوهلة الأولى لما رأوه ويؤكدوا ان زلزالاً حقيقياً ضرب منطقتهم.
الحاج أسعد طافش الذي كثرت تجاعيد الكبر على ملامحه, لم يصدق ما حل في أرضه التي روثها عن أباه حيث إقتلعت كافة الأشجار منها ناهيك عن تدمير منزل أيمن المكون من طابقين وأسامة ورائد ونضال وطلال وفواز ونهاد ورابعة وغزالة, بالإضافة لمزرعة الدواجن التابعة لآبا طارق السبتي.
أسامة طافش روى لمراسلنا لحظات قصف الطيران الإسرائيلي للمنطقة قائلاً " كنت أهم بالمغادرة من المكان بعد ان أتيت لكي أجلب بعض الأمتعة من المكان نظراً لأننا هربنا نتيجة القصف الإسرائيلي الكثيف لمنازلنا ", مضيفاً " لكنني فوجئت وخلال محاولتي إحكام إغلاق المنزل بصوت انفجار ضخم للغاية, لم أتمالك نفسي فهربت إلى أسفل بيت الدرج ليتلوه إنفجارين أخرين ".
وأضاف " لقد كان فترة القصف خلال التهدئة التي أعلنت عنها إسرائيل, فأردت ان أغادر المنطقة قبل انتهائها ولكن حدث القصف قبل انتهائها وبقيت من الساعة رابعة عصراً حتى ثاني يوم الساعة الواحدة ظهراً مختبئاً أسفل المنزل ولا أحد يعرف عني شيء ".
وقال " لقد استمر القصف الإسرائيلي للمنطقة بالقذائف المدفعية والطائرات حتى الساعة العاشرة مساءاًَ, والحمد لله لم أصاب بشيء ", مردفاً " للوهلة الأولى إعتقدت عائلتي إنني استشهدت نتيجة القصف الشديد للمنطقة ولم يكن معي أي وسيلة للاتصال بهم, ولكنهم ثاني يوم وعندما أتوا وبدءوا بالنداء علي في كل مكان وجدوني أسفل المنزل ".